ألم تتساءلوا يوما لماذا لا نجد الكثير من الطاهيات الشهيرات
في حين أن عدد النساء اللواتي يحضرن الطعام في منازلهن
كبير جدا ؟! لأن المرأة ببساطة , لاتستطيع ان تطبق وصفة
طعام حرفيا حتى لو كانت هي من اعدها , فإذا لم تجد الزبدة ,
إستعملت الكريما , ترونها تسأل : هل أعجبكم الطبق المنكه
بالزنجبيل ؟ في المرة الثالثة سأستعمل حب الهال ,
إذا وجدته سيعطي نكهة الذ , المرأة لا تستطيع إلا ان تنوع ,
وأن تجرب أشياء أخرى , وأن تحاول التوصل الى الأفضل .
فما هو برأيكم موقف الذين يصنفون المطاعم بعدد النجوم ,
من هذه الطرق الإختبارية ؟
أما الرجل فهو على عكسها تماما , فما إن يجد التركيبة المثلى ,
الخاصة بطبق يعده أو عطل يصلحه أو مصنع يديره حتى
يتمسك بها .. بعناد .
إذا كان الرجل يحضر طبقا وقرأ كتاب الطبخ أن عليه
إضافة ملعقة من خل التفاح إلى مكونات الطبق ,
فماذا سيفعل برأيكم ؟ حتى لو كانت الساعة التاسعة والنصف ,
والمدعوون سيصلون بعد عشر دقائق معدودة ,
وطاولة الطعام لم ترتب بعد , والخضار لا تزال في أكياسها
داخل البراد , ماذا يفعل الرجل ؟! يرتدي ثيابه بسرعة ويهرع
الى أقرب متجر ليشتري الخل , وكم من رجل سمعناه يرد
على شخص يقترح شيئا جديدا , بهذه العبارة :
(أسمع , نحن نفعل ذلك منذ 20 سنة , وهذا ما سنفعله الان وغدا , إتفقنا؟) ,
الرجل لا يناصر إلا الفرق الرابحة ولا يجرب إلا الوصفات
المضمونة النتائج ولا يغير المطعم الذي يعرفه جيدا ولا الطبق
الذي يختاره عادة من لائحة الطعام و ولا حتى قيمة البقشيش
الذي يمنحه للنادل .
وهو في مجال آخر , ينفذ تعليمات الطبيب بالحرف الواحد ,
بينما المرأة تغامر بالتغيير , فتقول مثلا : (هذا لا يستحق العناء)
أو(هذا جربته ولم يعجبني) .
ومنذ أكثر من قرن يرتدي بذة مؤلفة من ثلاث قطع ,
أما المرأة فقد لبست في هذه المدة نفسها التنانير الواسعة
وفساتين مبتكرة وتايورات رسمية , وأحذية ذات كعبين عاليين
ورفيعين , وسراويل قصيرة مزينة بالبرق أو الترتر
وتايورات ذات كتفين محشوين واحذية ضخمة كتلك التي
ينتعلها الجنود وجزمتين وأحذية رجالية وربطة عنق .
لماذا؟ لأن الرجال ينفذون التعليمات , أما النساء فيبتكرن .
مرة أخرى نجد الأسباب في الماضي السحيق ,
فالرجل يعتبر أنه بحسب إنتاجه يدان : هل احضر الطريدة أم لا؟
إنه منطق ذو قطبين لا ثالث لهما , فإما نعم , وإما لا ...
لا مكان البتة لكلمة (ربما) , وإذا لم يعد بالطريدة فلا شئ
يبرر فشله , فهو لن يعزي نفسه قائلا مثلا : إن الرحلة كانت
هذه المرة أجمل من أي رحلة قام بها من قبل , فلا بأس إن
عاد صفر اليدين , ويدفعه هذا الى اعتماد التجربة
التي نجحت مرة في تحقيق غليته ,ويلتزم بهذه
الطريقة الناجحة إلى الأبد .
أضف الى ذلك , أن الرجل يكره أن يتعرض للأنتقادات ,
فالنقد يفعل فيه فعل إبرة مخدرة تشلّ حركته وتفقده كل طاقاته ,
ولكي يتفادى هذا الموقف , لا يجد إلا حلا واحدا : تكرار الطرق الناجحة .
أما النساء , فمن المعروف أنهن يعشقن الحركة ,
وحسهن المرهف يقودهن الى تجارب جديدة كل مرة .
منذ عهود الانسان القديمة أوكلت النساء بالقطاف ,
فكانت تتملكهن الرغبة في تذوق ثمار جديدة وردية
اللون في الغابة , أو ثمرة برتقالية قشرتها لماعة تبدو
حلوة المذاق ,
ذلك هو إرث النساء : الفضول والرغبة في تجارب جديدة .
تحياااااااااااااااااااااتي